الألفــــــــة بين الأصدقاء
قال الله تعالى : (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ))0
مراعاة الألفة بين الأصدقاء : هي الإستقامة والوفاء ؛ فالصداقة بين الأصحاب الأخيار ؛ من أهم مباهج الحياة ؛ فمن الواجب إختيار ؛ الصديق الصادق في إيمانه 0
وأخلاقه ومعاشرة الأبرار المخلصين ؛ وفي صداقة الأصحاب 0
قال الإمام الغزالي : (( إن أردت حسن العشرة ؛ خالق صديقك ؛ وعدوك بوجه الرضا ؛ من غير ذلة لهم ؛ ولا هيبة منهم ؛ وتوقير من غير كبر ؛ وتواضع في غير مذلة0
وكن في جميع أمورك في أوسطها )) 0
ومن أهم حالات الألفة والتآلف ؛ أن يكون المرء يسوءه مايسوء الآخر ؛ ويسره مايسره وأن لا يرغب فيه ؛ وهو أن لا يكلف المرء صديقه إلا مثل ما يبذله له من
نفسه ؛ وأن لا ينقل إليه ما يؤلم نفسه 0 ولا يتفع بمعرفته ؛ وان لا يكتمه ما يستضر بجهله ؛ ومن أقوى أواصر الصداقة ما ينشأ بين العالم والمتعلم ؛ لأهميته في
تهذيب النفوس وإكتساب الحكمة 0 وأما من ناحية الصحبة 0 ((( فلا تصحب إلا رجلين 0 رجل تتعلم منه شيئا في أمر دينك ؛ أو دنياك ؛ فينفعك ؛ أو رجل تعلمه شيئا
في أمر دينه فيقبل منك ؛ أو تنفعه بما يسره ويرشده إلى الخير )))0
وقد أجاد من قال : (( اصحب من ينهضك حاله * ويدلك على الحق مقاله ))0
وقد كان المعلم ولا يزال دعامة من أكبر دعائم المحبة والألفة ؛ ولذا بالغ بعض علماء الأخلاق في أهميته فوضعوا محبة التلميذ لمعلمه ؛ ومحبة طالب الحكمة
للحكيم ؛ بعد محبة الوالدين ؛ ولاأحسب هذا مبالغة في حبه 0
وأفضل انواع المحبة والألفة : (( إنما هو الذي يكون بين الأخيار لأجل الخير الذي يربط المؤمنين فيما بينهم ؛ قال الله تعالى : (( إنما المؤمنون إخوة )) وجاء في
السنة قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم : (( المؤمن آلف مألوف ولاخير فيمن لا يألف ولا يؤلف ))0
من أهم أسباب الألفة أيضا را بطة الأسرة ؛ وما تنطوي عليه من مودة ورحمة بين الزوجين ؛ وبين الأقارب جميعا ؛ وما ينتج عن ذلك من واجبات متبادلة 0
لاسيما بر الوالدين وصلة الرحم بين الأقارب وحقوق الجوار 0 والرفق في المعاملة وكف الأذى ؛ واسداء الخير والمعروف للجميع والعفو عن الأذى وإحتماله
بدليل قولــه تعالى : (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمه الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ))0
فعنا الله بآلقرآن العظيم والسنة المطهرة إنه سميع مجيب
صلى الله عليه وسلم
دمتم بخير